
إطلاق النار في مدرسة إيفرغرين الثانوية: صدمة في كولورادو
10 سبتمبر 2025 – مأساة مدرسية تهز إيفرغرين ودنفر
في 10 سبتمبر 2025، شهدت مدرسة إيفرغرين الثانوية (Evergreen High School) في بلدة إيفرغرين، كولورادو (Evergreen Colorado) القريبة من دنفر (Denver)، حادثة إطلاق نار مدرسي مأساوية.
طالب يبلغ من العمر 16 عامًا أطلق النار على زملائه، فأصاب اثنين منهم قبل أن يوجه السلاح إلى نفسه وينهي حياته.
رغم أن الحادث لم يستمر سوى دقائق معدودة، إلا أن صدمة المجتمع ستستمر لسنوات، وتعيد إلى الواجهة النقاش حول أزمة إطلاق النار في المدارس (school shootings in America) التي تعصف بالولايات المتحدة.
ماذا حدث في مدرسة إيفرغرين الثانوية؟
وقعت الحادثة حوالي 12:24 ظهرًا عندما فتح الطالب النار داخل المبنى وخارجه.
- تم نقل ثلاثة طلاب إلى مستشفى "سانت أنطوني".
- فارق المهاجم الحياة في مكان الحادث بعد إصابة قاتلة أطلقها على نفسه.
- أحد الضحايا في حالة حرجة، بينما خرج الآخر من المستشفى بعد تلقي العلاج.
أغلقت المدرسة لبقية الأسبوع، وتم إنشاء مركز لمّ شمل العائلات في مدرسة ابتدائية قريبة لمساعدة الأهالي على لقاء أبنائهم.
كولورادو وتاريخ إطلاق النار في المدارس بأمريكا
تحمل ولاية كولورادو جرحًا تاريخيًا منذ مجزرة ثانوية كولومباين (Columbine High School) عام 1999، والتي وقعت أيضًا في مقاطعة جيفرسون وأسفرت عن مقتل 14 شخصًا.
منذ ذلك الوقت، توالت حوادث إطلاق النار في كولورادو (Colorado shooting) وفي مدن أمريكية أخرى، بما فيها دنفر.
ورغم أن الولاية تبنت إجراءات عديدة مثل:
- قانون “العلم الأحمر (red flag law)” الذي يسمح بسحب الأسلحة من الأشخاص الخطرين،
- فرض قواعد تخزين آمن للأسلحة،
- تعزيز خدمات الصحة النفسية في المدارس،
إلا أن حادثة إيفرغرين تثبت أن هذه التدابير غير كافية وحدها لوقف المأساة.
صدمة المجتمع وردود الأفعال
مدينة إيفرغرين الصغيرة، المحاطة بالغابات والجبال، لم تكن تتوقع أن تواجه مثل هذا الكابوس.
الكثير من الأهالي والطلاب عبّروا عن خوفهم وذهولهم، مؤكدين أنهم لم يظنوا أن مثل هذا قد يحدث "هنا".
حاكم كولورادو جاريد بوليس قدم تعازيه، مؤكّدًا تعاون الدولة مع السلطات المحلية.
أما مسؤولو المنطقة التعليمية، فقد شددوا على أن سلامة الطلاب هي الأولوية القصوى.
لكن أصواتًا كثيرة داخل المجتمع تطالب بما هو أبعد من التصريحات:
- استثمارات أكبر في الصحة النفسية للشباب،
- تشديد قوانين الحصول على الأسلحة،
- برامج وقاية وتدريب أوسع داخل المدارس.
أسئلة كبرى أمام أمريكا
حادثة إطلاق النار في إيفرغرين، مثل غيرها من حوادث إطلاق النار في دنفر (Denver shooting) وغيرها من المدارس الأمريكية، تثير تساؤلات محورية:
- كيف نمنع الحوادث قبل وقوعها؟
- عبر تعزيز الدعم النفسي، فرق تقييم التهديدات، وأنظمة الإنذار المبكر.
- هل تكفي القوانين الحالية؟
- قوانين مثل "العلم الأحمر" موجودة، لكن تطبيقها يعاني من ثغرات.
- هل المدارس مستعدة فعليًا؟
- التدريبات على الإغلاق الأمني (lockdown drills) وكاميرات المراقبة وحراس الأمن موجودة، لكن في لحظة الأزمة تبقى الفوضى والخوف أقوى.
- ماذا عن الناجين والمجتمع؟
- الإصابات الجسدية قد تشفى، لكن الجروح النفسية والعاطفية تبقى لسنوات طويلة.
الخاتمة: لا يجب أن نصبح بلا إحساس
حادثة 10 سبتمبر 2025 في إيفرغرين الثانوية ليست مجرد رقم في الإحصاءات.
إنها مأساة حقيقية تركت ندبة عميقة في أسر الضحايا والمجتمع بأسره.
من كولورادو إلى بقية الولايات المتحدة، تذكّرنا كل إطلاق نار مدرسي أن هذه ليست حوادث فردية بل ظاهرة متكررة تتطلب حلولًا جذرية.
السؤال اليوم لم يعد: متى سيقع إطلاق النار القادم؟
بل: متى سنتخذ خطوات حقيقية لمنعه؟