
أنت لست كسولًا – بل تلاحق الأهداف الخاطئة
قد لا تكون المشكلة في التحفيز، بل في غياب الوضوح.
معظم الأشخاص الذين يعتقدون أن لديهم مشكلة في التحفيز،
ليس لديهم مشكلة إرادة…
بل لديهم مشكلة في الوضوح.
الخرافة التي صدقناها:
أخبرونا أنه إذا عملنا بجد أكثر، واستيقظنا مبكرًا، وأبعدنا المشتتات،
فسنصبح النسخة المنتجة والمكتفية من أنفسنا.
لكن…
ماذا لو لم تكن المشكلة أنك غير متحمّس؟
بل أنك ببساطة تطارد أهدافًا لم تكن يومًا لك؟
لنكن صريحين:
قضيت سنوات أحاول "تحسين" حياتي
مخططات، روتين، جلسات عمل عميقة…
كنت أفعل كل "الخطوات الصحيحة".
لكن في أعماقي، كنت منهكًا من أهداف لم أشكّك فيها أبدًا.
كنت مشغولًا… لكنني لم أكن أتطور.
حينها أدركت:
لا أحتاج إلى المزيد من الانضباط. بل إلى اتجاه مختلف.
الحقيقة: فخ الوضوح
معظمنا يسير وراء أهداف مستعارة:
- ما يعتبره المجتمع نجاحًا
- ما يروّج له المؤثرون على أنه سعادة
- ما يقوله LinkedIn عن "النمو المهني"
ولا نلاحظ حتى أننا سلّمنا توجيه حياتنا للآخرين.
نحن مرهقون ليس لأننا كسالى،
بل لأننا نعيش في مسار لا يعكس حقيقتنا.
ما الذي ينجح فعلًا؟ (نسخة الحقائق الصعبة)
١. الوضوح لا يُعطى، بل يُكتسب
لا تنتظر أن يظهر "هدفك في الحياة" فجأة.
ابدأ بما يبدو حقيقيًا الآن، وطور نفسك على الطريق.
اكتب. فكّر. صفِّ ما لا يخدمك.
٢. الإنتاجية ≠ التقدم
مجرد إنجاز المهام لا يعني أنك تنمو.
التطور الذاتي يعني التوافق مع ذاتك، وليس فقط الكفاءة.
٣. الهدف الصحيح يمنحك طاقة
هل لاحظت كيف أن الأشياء الصعبة تصبح أسهل عندما تهمّك فعلًا؟
هذا هو الوقود الحقيقي: الوضوح.
٤. لا تحتاج إلى فعل المزيد… فقط أقل، ولكن بذكاء
الطريق البسيط قد لا يكون ملفتًا، لكنه مستدام.
احذف الـ 80٪ من الضجيج.
٥. حياتك المهنية ليست سلّمًا، بل نظامًا
النمو المهني اليوم لا يتعلق بالصعود فقط،
بل ببناء النفوذ: المهارات، الرؤية، والحرية.
لا تطارد الوظائف، بل ابنِ أصولًا.
إعادة التفكير: النمو الذاتي ليس سباقًا
إذا شعرت بأنك متأخر، توقف واسأل نفسك:
"هل أنا متأخر فعلًا… أم فقط أركض في الاتجاه الخاطئ؟"
لأن النمو لا يبدو دائمًا سريعًا.
أحيانًا يبدو كالسكون،
أحيانًا كالتوقف،
وأحيانًا كأن تبدأ من جديد.
أحيانًا، يكون النمو في قِلّة التصفيق وكثرة الصدق.
خطوات عملية للوضوح والنمو الحقيقي:
- اكتب أهم ٣ أهداف لديك.
- ثم اسأل نفسك: هل هذه الأهداف نابعة مني فعلًا؟
- إذا كان الجواب "لا" هذا تنبيه كبير.
- راجع عاداتك اليومية. هل تقودك لمكان حقيقي أم تبقيك مشغولًا فقط؟
- اختر مجالًا واحدًا لتتوقف عن محاولة تحسينه.
- دعك من تطوير أشياء لا ترغب بها من الأساس.
- استبدل الانشغال بالنوايا.
- ساعة من التركيز أفضل من ساعات من التشتت.
- توقف عن انتظار اللحظة المثالية.
- الوضوح لا يأتي من التنظير… بل من الحركة.
والآن، التفت لنفسك:
أنت لست كسولًا
أنت فقط مُرهق من مطاردة أوهام لا تخصك.
كل شيء يتغير…
عندما تبدأ بطرح أسئلة أفضل.
حينها، ستتوقف عن الدوران في الحلقات،
وستبدأ أخيرًا بالنمو… بقصدٍ ووضوح.