أنشئ وكأنك تعني ذلك: كيف تجد هدفك في ما تصنع
عندما تلتقي الإبداع بالنية، يحدث السحر. اكتشف كيف يمكن لمواءمة فنك مع هدفك أن توقظ الفرح والوضوح واتصالًا أعمق بالحياة
ما هو "مشروع الشغف" على أي حال؟
دعنا نبدأ من هنا، لأن "مشروع الشغف" يبدو وكأنك تصنع شيئًا في مرآب تحت أضواء LED وأزمة وجودية. لكن في الحقيقة، يمكن أن يكون أي شيء يجعل روحك ترقص. لا درجات، لا مواعيد نهائية. فقط أنت، وخيالك، وربما قطة تحدق بك بريبة.
مشروع الشغف يمكن أن يكون أي شيء — فن، كتابة، موسيقى، تصميم لعبة لوحية، أو حتى إتقان خبز العجين المخمر (نعم، هذا يُحسب أيضًا). النقطة هي: هذا الشيء يهمك حقًا. إنه ما تريد فعله، وليس ما يجب عليك فعله.
الإبداع بدون هدف مقابل الإبداع بنية واضحة
من الممتع أن تخلق لأجل المتعة، لكن بعد فترة يصبح الأمر فارغًا — كأن تأكل كعكة كل ليلة. في البداية رائع، ثم تتساءل: "هل هذا كل شيء؟" (الإجابة: لا، هناك المزيد.)
عندما تبدأ بربط إبداعك بقيمك، يبدأ كل شيء في التغير. تلك التدوينة التي كتبتها؟ بدأت تُلهم الناس. تلك الرسوم المصورة؟ بدأت تفتح حوارات. ذلك الجدار الذي رسمته؟ أصبح يعكس قصتك. فجأة، فنك لم يعد مجرد فن — بل مرآة لهدفك.
لماذا يُحدث الهدف فرقًا كبيرًا؟
الهدف يعطيك اتجاهًا. لم تعد تصنع أشياء عشوائية، بل أشياء حقيقية، صادقة، تحمل معنى.
أنت لا تطارد الإعجابات بعد الآن، بل تصنع شيئًا يتناغم مع داخلك. والمفاجأة؟ عندما تخلق بصدق، يشعر الناس بذلك.
الرابط الخفي بين الهدف والسعادة
لنكن صادقين: السعادة تم التقليل من شأنها. العالم يعشق الإرهاق والإنشغال أكثر من التوازن والبهجة. لكن الإبداع الهادف يعيد الفرح للعملية الإبداعية.
هذا لا يعني أن كل لحظة ستكون ممتعة. أحيانًا، العثور على هدفك يبدو وكأنك تحاول فك سماعات من عام 2007. لكن عندما تنجح؟ يحدث السحر. تشعر بالرضا، بالإرتباط، و (كمكافأة) بوحدة أقل.
كيف تجد "السبب" خلف إبداعك؟
لست بحاجة لنظام من عشر خطوات أو لوحة رؤى مشتعلة. لكن هذه الأسئلة قد تساعد:
- ما هي القصص التي أعود إليها مرارًا وتكرارًا؟
- ما الذي يدفعني للجدل على مائدة العشاء؟
- ما التأثير الذي أريده لعملي؟
- لمن أكتب/أرسم/أصنع هذا — وهل أنا مرتاح مع هذا الجواب؟
هدفك لا يحتاج أن يكون عميقًا — فقط أن يكون صادقًا.
لنكن صريحين: الكتابة تستحق فقرتها الخاصة
الكتابة مرآة واضحة للهدف. سواء كنت تكتب في دفتر يومياتك، أو مدونة، أو رواية قادمة — الكتابة تكشف ما يهمك حقًا.
صوتك، آراؤك، تشبيهاتك الغريبة — كلها جزء من بصمتك الإبداعية الفريدة. لا تتجاهلها. احتضنها. نعم، حتى التشبيهات الغريبة منها.
الفن ليس مجرد قماش، بل بوصلة
غالبًا ما يُنظر إلى الفن إما كعلاج أو كديكور حائط. لكن ماذا لو لم يكن أيًا منهما؟ ماذا لو كان بوصلة — توجهك نحو قيمك، نحو شفاءك، نحو نموك؟
خلق الفن بنية ليس لأجل الانتشار، بل لأجل الحقيقة. حتى لو أزعجت الآخرين. حتى لو أزعجتك أنت.
وماذا لو لم أكن أعرف هدفي؟
أهلًا بك في النادي. نجتمع أيام الخميس ونحضر معنا وجبات خفيفة.
لست بحاجة لأن تعرف كل شيء. الإبداع بنية لا يتطلب يقينًا — فقط فضولًا. جرّب. اصنع. فكّر. كرّر.
الهدف لا يصرخ دائمًا. أحيانًا يهمس في دفتر رسمك. أحيانًا يكتب نفسه في مسوداتك.
ثقافة الإنتاجية مقابل ثقافة الهدف
لنمزح قليلًا. ثقافة الإنتاجية تقول: كُل شيء يجب أن يُربح. نظّم روتينك الصباحي كما لو أنه مؤتمر تِد، وتتبع عدد الكلمات كما لو كانت أسهم في البورصة.
لكن ثقافة الهدف؟ إنها تقول: استمع. افعل ما تحتاجه — ليس ما يبدو جيدًا على لينكدإن.
الإبداع بنية يمكن أن يعني كتابة قصيدة قد لا يقرأها أحد، لكنها ساعدتك على فهم نفسك. وهذا نجاح بحد ذاته.
مشروع بهدف > مشروع شغف؟
ربما تكون هذه فكرة جريئة: مشاريع الشغف تتحول إلى مشاريع هدف عندما نأخذها على محمل الجد.
عندما لا تعامل إبداعك كشيء جانبي بل كبطل القصة، يتغير كل شيء. لم يعد شيئًا تفعله في أوقات الفراغ — بل يصبح جزءًا من هويتك.
الختام: أنشئ بشغف، حتى لو كان غير مثالي
لست بحاجة لأن تكون محترفًا. لا تحتاج لخطة خمسية. فقط تحتاج أن تهتم. وهذا هو ما يمنح فنك القوة.
اصنع وكأن الأمر مهم. لأنه مهم فعلًا.
سواء رآه أحد أم لا. سواء فشل أم لا. حتى لو كانت قطتك لا تزال تحكم عليك.
هذا ما يُحسب. وربما يكون هذا هو الشيء الذي يعيدك إلى نفسك.