
اتفاق وقف النار بوساطة ترامب وسياسات أمريكا تهز العالم
من تهدئة إيران‑إسرائيل إلى ميم ‘دادي’ بالعاصمة واشنطن-ماذا تعني هذه التحولات اليومية؟
وقف إطلاق النار ليس مجرد اتفاق - بل هو لحظة تنفس في عالم أنهكته النيران.
عندما أُعلن أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توسط في اتفاق هدنة مؤقتة بين إيران وإسرائيل، انقسم العالم بين من فغر فاهه دهشة، ومن تنفس الصعداء بإرهاق. اتفاق نُسج في الظلال بين وسطاء الخليج وسلاسل من المصالح، ترك الجميع يتساءل: أهو إنجاز أم فوضى مرتبة؟
لكن بينما احتفلت وسائل الإعلام الرسمية، كانت وسائل التواصل الاجتماعي تغلي بميمات لترامب بلباس سوبرمان، تُطلق عليه لقب “دادّي المنقذ العالمي”.
فماذا تفعل حين يصفّق تويتر بينما شوارع طهران لا تزال تعبق برائحة البارود؟
تتوقف. تُنصت. تُفكر بعمق.
لأن الحقيقة تقول: وقف إطلاق النار ليس سلامًا. والسياسة؟ ليست مجرد عرض مسرحي.
هدنة من فوضى لا من وضوح
صراع إيران وإسرائيل متجذر في التاريخ، مملوء بالجروح والرموز الطائفية والحروب غير المباشرة. ومع تصاعد الضربات والهجمات الإلكترونية وأخبار الأسرى في مايو ويونيو، ارتفع منسوب التوتر.
ثم دخل ترامب المشهد.
رغم أنه لم يعد في منصب رسمي، إلا أنه زعم أنه الوحيد القادر على التحدث إلى الطرفين. سخر منه خصومه، وابتهج أنصاره. ولكن خلال 72 ساعة فقط، تحرك شيء في المشهد:
إيران وافقت على وقف عمليات الرد.
إسرائيل جمدت عملياتها في شمال سوريا.
وترامب غرد بصورة نسر أصلع بطابع بطولي.
وهكذا - هدنة.
“ترامب هو تجسيد للفوضى، وأحيانًا، هذه الفوضى تكسر الجمود.” - اقرأ: لماذا عادت إيران إلى صدارة الأخبار العالمية؟
لكن ماذا يعني هذا للأشخاص العاديين؟
أصوات من خطوط النار: فنانة من غزة وأم من تل أبيب
بعد إعلان الهدنة، جمعت شهادتين بشريتين.
فاطمة، فنانة شابة من غزة:
“لم ألمس فرشاة الرسم منذ ثلاثة أسابيع. مرسمي تحول إلى مأوى للجيران. الآن... ربما أعود للرسم. ربما.”
يائيل، أم من تل أبيب:
“سألني ابني: هل الأشرار يتوقفون حين يتحدث ترامب؟ لم أعرف كيف أجيب. فقط احتضنته.”
هذا ما لا تنقله العناوين. تقول “تم التوصل إلى هدنة”، لكنها لا تخبرنا أن الألم ما زال قائمًا.
الشفاء لا يبدأ من الحبر.
ثقافة الميم والهدنات: أين ينتهي الواقع ويبدأ الهزل؟
ميم “ترامب دادّي منقذ العالم” اجتاح تويتر خلال ساعات. صور مفبركة تُظهره كبطل خارق، وتغريدات تطالب بمنحه جائزة نوبل - من يد كانييه ويست.
ساخر؟ نعم. لكن ليس بلا معنى.
نحن نعيش في عصر:
السياسة فيه استعراض.
والميمات أصبحت آلية دفاعية.
“نضحك لأننا خائفون،” قال لي صديق. “لو لم نُحول الحرب إلى ميم، لكسرتنا.”
تلك الجملة لا تفارقني.
كيف نعرف أن الهدنة حقيقية؟
نصغي لما لم يُقال:
لا اعتذار رسمي.
لا اعتراف بالمدنيين القتلى.
لا تعويض أو مساءلة.
لكن... كان هناك صمت. وفي مناطق الحرب، الصمت أثمن من الذهب.
سؤال يوميات: ما معنى الأمان بالنسبة لك؟ وهل ستعرفه إن جاء حقًا؟
في 12 يومًا من الحرب، رأينا كم أن السلام هش. الهدنة ليست سلامًا - بل وقت مستقطع. والوقت المستقطع قابل للانهيار.
بينما يحتفل الغرب، يهمس الشرق: إلى متى؟
وصفت وسائل الإعلام الغربية تحرك ترامب بـ “العبقري”.
أما في بيروت ورام الله، فكان السؤال الأهم:
“إلى متى؟”
الإرهاق واضح. رأى الناس هذا الفيلم من قبل.
ثمة مرارة أيضًا: لماذا يتوسط رئيس سابق؟ أين القادة الحاليون؟
اقرأ أيضًا: في عالم مشوّه: تأملات في حرب إسرائيل وغزة
الرمزية الثقافية: ماذا تكشف هذه اللحظة؟
نحن نتوق إلى المخلصين، حتى لو كانوا ناقصين.
نغلف الخوف بالسخرية.
نعتقد أن الصمت يعني نهاية الألم.
لكن في الداخل - هناك بصيص أمل.
فاطمة قد ترسم مجددًا.
يائيل عانقت ابنها بقوة.
وأنا؟ شاهدت الميمات في الظلام وتمتمت: فلتصمد هذه الهدنة... فقط لتصمد.
اقرأ أيضًا: تقويم 1941 و2025 - مرآة عبر الزمن
سؤال يوميات لك:
ما آخر خبر عالمي هزّ مشاعرك؟ ماذا غيّر فيك؟
مسرح السياسة: الأداء والواقع
لماذا يبدو هذا المشهد سخيفًا ومؤلمًا في آن؟
لأن توسط ترامب هو عرض مسرحي.
لكن توقف الموت؟ حقيقي.
ها هو التناقض:
“السياسة اليوم عرض حي بعواقب دامية.” - رسالة من صحفي لبناني
ربما هذه اللحظة كلها مسرحية:
مشهد سريالي خلفه دماء.
ميم يخفي الدموع.
هدنة بلا عدالة.
ومع ذلك - بصيص أمل.
اقرأ لاحقًا: الهجرة الكبرى: لماذا يغادر الشباب أوطانهم؟