The Story Circuit Header LogoThe Story Circuit
شاب مهاجر يحمل حقيبته ويسير بعيدًا عن وطنه في مشهد مفتوح
جيل يغادر الحدود بحثًا عن مستقبل لا تحده الجغرافيا

الهجرة الكبرى: لماذا يغادر الشباب أوطانهم؟

أمل، يأس، وسعي للهوية يدفع أجيالًا كاملة لعبور الحدود نحو مستقبل مجهول

"لم أغادر لأنني أكره وطني... بل لأنني لم أعد أستطيع أن أنمو في تربته."

– مهاجر شاب، 26 عامًا


وداع صامت لا يسمعه أحد

عندما نتحدث عن الهجرة، فإننا نستخدم الأرقام: 281 مليون شخص يعيشون خارج أوطانهم. 40% منهم تحت سن الثلاثين.

الصحف تتحدث عن موجات لجوء، أزمات تأشيرات، أسوار حدودية، وصعوبات الاندماج.

لكن الهجرة لا تبدأ في المطارات، ولا في مراكز تقديم التأشيرات.

إنها تبدأ في الصمت - غالبًا في الثالثة صباحًا، في غرفة مظلمة، حيث ينظر شاب إلى السقف ويتساءل:

"هل لي مستقبل إن بقيت هنا؟"

هذه هي الهجرة الكبرى. ليست مجرد أزمة… بل قصة إنسانية عالمية.


جيل يقتلع جذوره بنفسه

نراها في كل مكان: شباب من الهند، ونيجيريا، ولبنان، وفنزويلا، وأوكرانيا، والسودان…

يتركون أوطانهم وأسرهم ولغتهم وثقافتهم بحثًا عن فرصة.

البعض يسافر للدراسة، البعض للعمل، والبعض فقط للبقاء على قيد الحياة.

لكن الدافع ليس دائمًا ماديًا. المال مجرد قشرة خارجية.

في العمق، هناك كرامة مفقودة، فساد، قمع، بطالة، وغياب الأمل.


سؤال للتفكر:

هل فكرت يومًا في مغادرة وطنك ليس للسياحة، بل للأبد؟ لماذا؟ وماذا يعني ذلك لك؟


ليست الحرب أو الفقر فقط-بل أيضًا الشعور بأنك لا تُرى

البعض يفر من الحروب. آخرون من الجوع. لكن الكثيرين يهربون من شعورٍ خفي:

"لم أشعر أنني ذات قيمة"، قالت لينا، مصممة جرافيك لبنانية تعيش في برلين.

"في بلدي، اسم عائلتك أهم من موهبتك."

ذلك السقف الخفي-الذي يمنعك من التقدّم بسبب جنسك أو طبقتك أو علاقاتك-يدفع الشباب للهجرة بصمت.


ذنب المغادرة-وخذلان البقاء

الهجرة قرار عاطفي عميق.

في كثير من الثقافات، يُنظر إلى السفر على أنه خيانة.

يخفي الشباب نواياهم. يتظاهرون أنها "مجرد دراسة قصيرة".

يبكون في الطائرات.

يخفون حنينهم.

يعرفون سعر صرف العملة أفضل من عدد ساعات نومهم.

أما من يبقى، فغالبًا ما يشعر بأنه فشل لأنه لم يغادر.

وهكذا تنقسم الهوية-بين "من رحل" و"من بقي".


قصة واقعية:

في بلدة صغيرة في الهند، جمع راغاف ملابس قليلة، وشهادة هندسة، وصندوق طعام من والدته.

غادر بالقطار.

كان والده واقفًا على الرصيف، صامتًا، وعيونه تدمع.

اليوم، يعيش راغاف في تورنتو ويعمل في مجال التقنية. لكنه ما زال يحتفظ بذلك الصندوق على رفٍّ في غرفته.

يذكّره بكل ما فقد… وكل ما كسب.


كذبة "الحلم الأجنبي"

دائمًا ما نربط الهجرة بصورة حالمة:

راتب أعلى، حرية أكبر، حياة أجمل.

لكن الحقيقة:

ستبدأ من الصفر.

ستغيب عن مناسبات عائلية.

ستتعلّم لغة غريبة، وتمارس ثقافة لا تفهمها.

"الغربة تعلّمك قيمة الوطن"، تقول مريم، طالبة سورية في فرنسا. "لكنها أيضًا تعلّمك كيف تبني وطنًا جديدًا."

الحلم حقيقي، لكن الطريق صعب، طويل، ومليء بالوحدة.


سؤال للتفكر:

ماذا تعني لك كلمة "الهجرة"؟ هل هي هروب؟ حرية؟ ضغط اجتماعي؟ أم شيء آخر؟


مهاجرون مؤهلون... ولكن غير مرئيين

في قلب هذه الهجرة هناك تناقض حاد:

في الفلبين، تُدرَّب الممرضات للعمل في كندا.

في كينيا، يُبرمج الشباب لشركات في كاليفورنيا.

في أوكرانيا، يقود المهندسون سيارات أوبر في برلين.

العالم يُفرغ بلدانًا من عقولها…

ثم لا يمنح هذه العقول الاحترام الذي تستحقه.


الحقيقة خلف "الترحال الرقمي"

تيك توك وإنستغرام مليئان بشباب يعملون من الشاطئ، يحتسون العصير، ويسمون ذلك "حرية".

لكن للملايين من المهاجرين، الواقع هو:

البقاء في طوابير مكاتب الهجرة

الخوف من الترحيل

عنصرية خفية

عمل بأجر زهيد

علينا أن نتوقّف عن تجميل الهجرة.

ونبدأ بفهم آلامها المعقّدة.


حكمة ثقافية:

في اللغة الفارسية، هناك كلمة: "غربة" (Ghorbat)-أي ألم التواجد في مكان غريب.

إنها ليست مسافة جغرافية فقط. إنها فجوة بينك وبين نفسك.

الهجرة لا تغيّر المكان فقط. بل تغيّرك أنت.


هل الهجرة خيانة؟ أم شجاعة؟

بعض العائلات تعتبر المغادرة خيانة.

بعض المجتمعات تراها فخرًا.

لكن في الحقيقة، الهجرة هي أمل بشري في صورته الأنقى.

إنها قول: "أنا أستحق أكثر."

لكن يجب أن تُقابل هذه الشجاعة بـ:

قوانين عادلة

دعم نفسي

اعتراف بالشهادات

بيئة ترحّب لا تستغل


السؤال الأكبر: لماذا هناك دول تُرسل وأخرى تستقبل؟

السبب؟ قرون من الاستعمار، ونهب الموارد، وعدم العدالة.

الهجرة ليست فقط قرارًا شخصيًا. إنها نتيجة لنظام عالمي غير عادل.


ما الذي نبنيه من خلال هذا الشتات؟

رغم كل الألم، تنمو أشياء جميلة:

ثقافات تختلط

هويات هجينة تظهر

أطفال يعيشون بين لغتين

علاقات تتخطى الحدود

ربما الثورة القادمة ستكون عابرة للقارات.


سؤال أخير للتفكر:

لو كنت تستطيع السفر لأي مكان، ليس للهروب، بل للبحث عن المعنى-فأين تذهب؟ وماذا تأخذ معك؟ وماذا تترك خلفك؟


الخاتمة: ليست قصة رحيل... بل قصة تحوّل

الهجرة ليست فرارًا. إنها ولادة جديدة.

قصة شباب رفضوا الاستسلام.

قصة آباء وأمهات أطلقوا الأبناء بدعاء ودمعة.

قصة صداقات تبقى رغم اختلاف التوقيت.

وربما يومًا ما، لن يكون "الوطن" مجرد أرض… بل علاقة، كرامة، واختيار.


Motiur Rehman

Written by

Motiur Rehman

Experienced Software Engineer with a demonstrated history of working in the information technology and services industry. Skilled in Java,Android, Angular,Laravel,Teamwork, Linux Server,Networking, Strong engineering professional with a B.Tech focused in Computer Science from Jawaharlal Nehru Technological University Hyderabad.

Leave a Comment

هل تستمتع بالمحتوى؟

إذا أضاف هذا المحتوى قيمة ليومك، فكر بدعمي بشراء كوب قهوة لي ☕. دعمك يساعدني على تحسين هذا الموقع وتقديم محتوى أفضل، ويُبقيه ينمو - فقط قراءة نقية بلا إعلانات أو إزعاج.

اشترِ لي كوب قهوة

Get new posts by email:

Powered byfollow.it


استكشاف مقالات ذات صلة