وقف إطلاق النار في غزة: ماذا تعني السلام عندما تهدأ النيران؟
الدمار خلفنا، لكن الأرواح ما زالت تنزف... فهل هذا هو السلام؟
- تنتهي الحرب، لكن الحرب لا تنتهي فعلاً.
- قد تتوقف القنابل عن السقوط. وقد تتغير العناوين الرئيسية.
- لكن بالنسبة للعائلات في غزة، يبدأ الصراع الحقيقي بعد وقف إطلاق النار-عندما يمضي العالم قُدماً، ويُتركون واقفين في وسط الأنقاض، يحاولون العثور على "الطبيعي" في واقع غير طبيعي.
- أكثر من 35,000 شخص لقوا حتفهم في غزة منذ بداية الصراع الأخير. أجيال بأكملها مُحيت في لحظة.
- مستشفيات دُمرت. مدارس تحولت إلى رماد.
- والآن، وقف لإطلاق النار-استراحة خفيفة وسط الجنون.
- لكن أريد أن أطرح سؤالاً لا يُطرح غالباً:
- ما معنى السلام لشخص دفن أطفاله؟
- "وقف إطلاق النار" مصطلح سياسي. "النجاة" تجربة إنسانية.
- أتذكر في الساعة الثالثة فجراً، كنت أشاهد الأخبار، وعيوني نصف مغلقة.
- أب يحتضن حقيبة ابنته الملطخة بالدماء، يبكي بصمت.
- امرأة تبحث عن زوجها تحت الأنقاض.
- طفل يهمس: "أريد أمي"-دون أن يعلم أنها أصبحت الآن مجرد وسم على وسائل التواصل.
- نقول "تم إعلان وقف إطلاق النار".
- لكن السلام ليس إعلاناً.
- بل هو عملية-عاطفية، مؤلمة، فوضوية.
- وفي غزة، هذه العملية لا تزال طازجة، مليئة بالجروح.
- "السلام ليس غياب الصراع بل وجود العدالة."
- - مارتن لوثر كينغ الابن
- هذه ليست قصة حرب. هذه قصة إنسان.
- دعنا ننسى السياسة لوهلة.
- من أطلق أولاً؟ من يملك الحق؟ هذه أسئلة نخفي بها الألم الحقيقي.
- دعنا نسأل بدلاً من ذلك:
- ماذا يحدث لطفل عمره 6 سنوات لم يعد يتكلم بعد أن دمرت قذيفة منزله؟
- كيف تطبخ أم العشاء عندما لم يبق لها مطبخ؟
- كيف يبدو "الأمل" عندما تنام في خيمة بلا مستقبل؟
- وقف إطلاق النار لا يعيد بناء المنازل.
- ولا يملأ الثلاجات.
- ولا يشفي الجراح النفسية.
- لكنه بداية.
- والبدايات مقدسة.
- سؤال تأمل شخصي:
- عندما تسمع "حرب غزة"، ماذا تشعر؟ ماذا اخترت أن تصدق؟ وماذا تجاهلت؟
- "أين كان العالم؟"
- سؤال يتردد كثيراً في الشرق الأوسط.
- تكرر في سوريا. تكرر في اليمن. تكرر في فلسطين.
- واليوم، في غزة مجدداً.
- كثيرون يتساءلون: لماذا يتأخر غضب الغرب حتى يتم إعلان وقف إطلاق النار؟ لماذا تأتي التعاطف فقط عندما يعود الهدوء؟
- وليسوا مخطئين.
- الصراع بين إسرائيل وغزة مزق العالم من الداخل-ثقافياً، دينياً، وحتى عبر الأجيال.
- لكن خلف السياسة تكمن حقيقة مؤلمة:
- الصمت كثيراً ما يأتي متأخراً جداً.
- ماذا لو جاء الغضب مبكراً؟
- ماذا لو لم ننتظر "الهدوء" حتى نشعر بالإنسانية؟
- الأطفال: الخسارة الأكبر في الحرب
- يقال إن الحرب لا تميز بين أحد. لكن الحقيقة أن الحرب غالباً ما تستثني الأقوياء وتستهدف الأضعف.
- في غزة، أكثر من نصف السكان دون سن 18 عاماً.
- أي أن الأطفال هم الضحايا الأكثر تعرضاً.
- تخيل أن تكبر في مكان تصبح فيه صفارات الإنذار هي أغنيتك الليلية.
- هذا الهدوء الآن قد يسمح لهم بالنوم قليلاً.
- لكن هل سينامون يوماً ببراءة من جديد؟
- ماذا يشعر الناس بعد الحرب؟
- بالنسبة للمشاهد من بعيد، السلام يعني نهاية نشرات الأخبار.
- أما بالنسبة لسكان غزة، فهو:
- أول مرة يسمعون فيها أصوات العصافير بدلاً من الطائرات المُسيّرة.
- الجلوس على العشاء دون عدّ عدد المفقودين.
- رؤية شاحنة تمر وتتساءل: هل ستجلب الطحين هذه المرة؟
- السلام ليس فرحاً. ليس احتفالاً.
- السلام الآن هو شهيق طويل بعد شهور من حبس الأنفاس.
- "من الأفضل أن تشعل شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام."
- - مثل صيني
- كيف تبقى الثقافة حية تحت الحصار؟
- غزة ليست فقط أرضاً للنزاع، بل موطن لتقاليد غنية-الدبكة، الشعر، التطريز، الفن المقاوم.
- حتى أثناء القصف، وثق الفنانون الحقيقة.
- رسوم على الجدران في ضوء الشموع.
- قصائد كتبت على علب السجائر.
- أغانٍ سُجلت في الأقبية.
- قال أحد الشعراء: "نكتب لا لننسى الحرب، بل لننجو منها."
- هذا الوقف لإطلاق النار ليس فقط لحظة سياسية.
- إنه فرصة للتنفس الثقافي.
- اقرأ أيضاً: 12 يوماً من الحرب: صدام إيران وإسرائيل الذي هز العالم
- سؤال للتأمل:
- ما هي "المرونة" بالنسبة لك؟ لو انهار كل شيء حولك، كيف تحافظ على روحك؟
- لم ينتهِ الأمر بعد
- يخشى الكثيرون أن يكون هذا الهدوء مجرد "زر إعادة التشغيل".
- جرح مفتوح ينتظر انفجاراً آخر.
- لا تزال الجراح تنزف. الثقة مفقودة. والغضب في القلوب.
- كتب شاب فلسطيني على إنستغرام:
- "تعتقدون أنه هدوء. لكنه في الحقيقة صوت القلوب المتكسرة."
- إذا أردنا أن نُكرم هذا الهدوء، يجب أن نطالب بالمحاسبة.
- بالعدالة. بالمساعدات الإنسانية.
- وإلا، فإننا نعدّ الأيام حتى الحرب التالية.
- اللامبالاة العالمية مقابل التعاطف الانتقائي
- عام 2025، كل شيء يتحرك بسرعة. الأخبار، المشاعر، والنسيان.
- نتصفح صور الدمار وكأنها خلفيات.
- لكن علينا أن نختار التعاطف، لا التجاهل.
- حتى وإن كنت تعيش بعيداً عن غزة، هذا الصمت يقول شيئاً.
- صمتنا أبلغ من كلماتنا.
- راحتنا مبنية على ألم الآخرين.
- لا يمكن أن تُعتبر سلامتنا "سلاماً" إن لم تشمل الآخرين.
- مرآة عبر الزمن
- في مقالة مثل تقويم 1941 و2025: مرآة عبر الزمن، نرى كيف تعيد الكارثة تكرار نفسها.
- غزة ليست مجرد نقطة ساخنة. إنها مرآة.
- مرآة تُظهر لنا كُنه الإنسان-ضعفه، وقوته، وأمله المستمر.
- جيل غزة الشاب: وماذا بعد؟
- تخيل أن تكون في السادسة عشرة من عمرك، ولم تعرف غير الحرب.
- والآن، يخبرونك: "لقد جاء السلام."
- لكن كيف تبني شيئاً عندما لا تملك شيئاً؟
- جيل غزة ليس ضحية فقط، بل مقاوم.
- هؤلاء الشباب يكتبون، يبرمجون، يغنون، ينشئون تطبيقات، يرقصون.
- هم لا ينتظرون أحداً. إنهم يبنون المستقبل بأيديهم-وسط الدمار.
- تجربتي الشخصية
- لم أذهب إلى غزة من قبل.
- لكن غزة تسكنني.
- كصحفي، تحدثت مع لاجئين هربوا حفاة.
- مع فنانين خبّأوا قصائدهم في ذاكرات USB.
- مع آباء طلبوا الحليب لا الشفقة.
- وفي كل مرة أعود إلى سريري المريح، يحملني شعور غريب بالذنب:
- لماذا هم، وليس أنا؟
- ربما هذا هو المعنى الحقيقي للإنسانية-أن تشعر بألم ليس لك، ومع ذلك تحمله.
- كيف نكرم وقف إطلاق النار فعلاً؟
- تابع الأخبار الواقعية.
- لا تعتمد فقط على الإعلام الرسمي، تابع الصحفيين المحليين.
- ادعم المنظمات الميدانية.
- تبرع للخدمات الصحية والنفسية والتعليم في غزة.
- شارك القصص الحقيقية.
- انقل الأصوات، لا الأرقام فقط.
- مارس الضغط السياسي.
- اسأل ممثليك: ماذا يفعلون من أجل العدالة؟
- اقرأ أيضاً: لماذا عادت إيران إلى صدارة الأخبار العالمية؟
- سؤال أخير للتفكر:
- ما هو السلام بالنسبة لك؟ هل هو الراحة؟ العدل؟ الصمت؟
- وماذا ستفعل لحمايته-ليس فقط لنفسك، بل للآخرين أيضاً؟
- وقف إطلاق النار ليس النهاية. إنه دعوة.
- دعوة لنظهر بشكل مختلف. لنستمع أعمق. لنشعر أكثر.
- لأن الحقيقة هي:
- السلام لا يبدأ حين تنتهي الحرب، بل عندما يهدأ الغبار.
- 📚مقالات ذات صلة: